9/17/2025 07:53:00 م
azilal zoom
أزيلال زووم ـ الإدارة
بقلم : محمد الموساوي
" بشر العتيق بوصولة، قامة من الجنوب وقضاء من ذهب، نافذة على الذاكرة القضائية
في حضرة الجنوب المهيب، حيث الرمال تنحني تقديرا لرموز من عبق التاريخ، بزغ نجم من الطراز النادر، رجل نهل من عين القيم ومن صدق المبادئ، الوكيل والقاضي المرحوم بشر العتيق بوصولة، ميزان العدل ورمز الوقار.
هو بشر ولد العتيق ولد حمى لمين ولد محمد صالح ولد بوصولة ولد لشكر، سليل قبيلة أزركيين الشامخة، لم يبدأ مساره القضائي بعد الاستقلال فحسب، بل كان ضمن سلك القضاء الإسباني منذ سنة 1967، قبل جلاء الاستعمار عن الأقاليم الجنوبية، ليصبح بعد ذلك أول وكيل ملك وقاض من أبناء الجنوب يلج ميدان العدالة المغربية بعد سنة 1975.
عين بمدينة الداخلة بين الفترة الممتدة من سنة 1979 إلى 1981، تاركا إرثا قضائيا جمع بين الحكمة والحنكة، قبل أن يتم تعيينه أول رئيس من الأقاليم الجنوبية للمحكمة الابتدائية في الداخلة سنة 1982.
انتقل بعد ذلك إلى مدينة العيون ليصنع مجدا جمع بين القضاء والأخلاق، وليعين أول قاض من الأقاليم الجنوبية بمحكمة الاستئناف بالعيون سنة 1983، ثم رئيساً لغرفة الجنايات ونائباً لرئيس محكمة الاستئناف.
امتدت فترة عمله إلى حدود سنة 2002، فتوشح بالوقار القضائي، وسار بثبات القضاة العظام. لم يكن بشر العتيق بوصولة صاحب منصب فقط، بل راكم سمعة طيبة شامخة في أعين أهل الصحراء، كان يساعد الصغير والكبير، لا يتأخر عن نجدة أحد، حكيما وقريبا من الناس جميعا، فكان رحمه الله للناس كلهم أبا وناصحا وسندا.
لبشر العتيق مسار في تمثيل الساكنة، إذ حاز عضوية مجلس المستشارين الصحراوي سنة 1981 كممثل للسكان، وتقلد منصب مستشار جماعي بمجلس جماعة العيون وعضو المجلس الإقليمي سنة 2009.
كما شغل عضوية المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية إلى حدود وفاته، وكان مثالا للرجل الذي يشق دربا مشرفا في ميادين العدل والحق.
توفي المرحوم بشر العتيق بوصولة يوم 11 يناير 2019، تاركا إرثا من الخلق الرفيع والمكانة المثلى في قلوب من عرفه.
بقلم: محمد الموساوي
الأمين العام للهيئة الوطنية للشباب الدبلوماسي للترافع عن القضايا الوطنية "
